اعلان

الرئيس الجزائري هواري بومدين وكرة القدم

الرئيس بومدين و الرياضة
التصحيح الثوري ل 19 جوان 1965 كان مقرونا بالرياضة... كرة القدم على وجه الخصوص ففي ذلك اليوم كان الفريق الوطني على موعد مع الفريق البرازيلي و الجوهرة السوداء بيلي و ارتبط الحدث بالضرورة بالرياضة فهل هي الصدفة فعلا؟
و مرت 5 سنوات، ظل فيها بومدين انسانا متحفظا و رئيسا لا يريد أن تعكسه الأضواء كثيرا، بل في الخفاء كان يتحسس آلام الشعب و معاناته و كم هي المرات التي تنقل فيها الى الريف و شاهد بأم عينيه أن ابن الفلاح لا يمكنه في تلك الظروف التي يعيش فيها أن يداعب الكرة و أن يلعب ككل أطفال العالم، و ما ان حلت السبعينيات حتى شرع الرجل في القيام بتغييرات عميقة على المجتمع الجزائري و أراد له أن يعيش مرفوع الرأس و يخرج من دائرة التخلف حتى التخلف الرياضي
و في سنة 1976 نزل الى السوق الرياضي القانون الذي غير مجرى الرياضة في الجزائر، انه قانون الاصلاح الرياضي الذي مكن عامة الناس من ممارسة الرياضة على قدم المساواة. و لانجاح مواد هذا القانون أكد الرئيس أن الدولة بمؤسساتها و هياكلها هي التي تمول عملية تعميم الرياضة على كل الفئات الاجتماعية خاصة الفقيرة فتم ذلك بالفعل فكانت تلك الفترة بحق فترة الممارسة الواسعة للرياضة، في المدرسة و الثانوية و الجامعة و المصنع في المدينة و في الريف، نعم انها جزائر السبعينات و ما أدراك.
و بومدين رياضيا ليس هذا فقط بل هو مواقف و مبادئ، و حتى في الرياضة لم يكن يريد للجزائري يطأطأ رأسه ففي سنة 1975 مثلا و خلال ألعاب البحر المتوسط استطاع الفريق الوطني أن يصل الى النهائي في لقاء تاريخي جمعه بالمنتخب الفرنسي..... كان الرئيس بالمنصة الشرفية يتابع باهتمام و على الأعصاب و قبل لحظات قليلة من نهاية اللقاء كان فريقنا الوطني منهزما بهدفين لهدف و انسحب الرئيس ثم عاد بعد أن سمع جمهور ملعب 05 جويلية يهتز بالهتاف و الغناء لهدف بتروني
و فاز الفريق الوطني بالميدالية الذهبية بعد هدف منقلتي و عندما استدعي الفريق الى رئاسة الجمهورية لتكريمه قال الرئيس لبتروني "أشكرك على الهدف، جنبتني و جنبت الجزائريين سماع النشيد الفرنسي لامارسييز في ملعب سميناه 05 جويلية، شكرا يا عمر"


و في سنة 1976 عندما فاز فريق مولودية الجزائر بكأس افريقيا للأندية البطلة لأول مرة في تاريخ الجزائر الرياضي، استدعى الفريق الى رئاسة الجمهورية لتلقي تهاني الرئيس و هناك اندهش الاعبون و المسيرون لتلك الدقة التي كان يتحدث بها الرئيس عن مقابلتهم و لتلك التحليلات التي وافاهم بها عن المقابلات التي أجروها، لقد حدثهم بلغة العارف بخبايا الكرة فعرفوا أنه كان وراءهم دون أن يدروا ذلك و عندما كان يصافحهم كان يقول " لقد شرفتم الجزائر"
و قبل انطلاق الألعاب الافريقية في صيف 1978 تحادث الرئيس مع رشيد مخلوفي المدرب الوطني و طلب منه ان كان كل شيئ على ما يرام، فرد مخلوفي بالايجاب مع الاشارة أنه كان يود أن يحضر علي بن شيخ الذي كان في فرنسا آنذاك و دون تردد طلب الرئيس أن يحضر بن شيخ و لو بالقوة و قال " قولو له أن الجزائر بحاجة اليك" و جاء بن شيخ فعلا و فازت الجزائر بالميدالية الذهبية
و بعد أربعة أشهر على هذا الانجاز كان بومدين طريح الفراش يكابد آلامه و طلب الكتمان عن ذلك حتى لا تحدث فتنة في البلاد ثم ودعنا في 27 ديسمبر 1978، ودعنا و لم يعش ليرى ما فعله الفرسان على أرض السبان أمام الألمان

ليست هناك تعليقات