اعلان

الامارات تصدر كتابا عن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين

10 يونيو 2001
أصدر مركز زايد للتنسيق والمتابعة كتابا جديدا تناول المحطات البارزة لحياة الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين انسانا ومجاهدا وقائدا عسكريا ورئيسا. واختير للكتاب عنوان «بومدين رجل التحرير والتعمير» ويأتى هذا الكتاب كلفتة حضارية من المركز ومشاركة منه للشعب الجزائرى الشقيق بالذكرى السادسة والثلاثين لوصول الرئيس الراحل الى سدة الحكم فى التاسع عشر من يونيو عام1965. وسينظم مركز زايد بمناسبة اصداره الجديد اليوم محاضرة يلقيها عبدالحميد بوزاهر السفير الجزائرى لدى الدولة يتناول فيها العلاقات المتميزة بين دولة الامارات والجزائر وهى علاقات ممتدة الجذور فى تواصلها التاريخى والانسانى كما سيقوم بالتوقيع على الاصدار الجديد. ويشير الكتاب الذى أعده المركز الى أن التجربة القيادية والانسانية فى حياة بومدين تشكل مرجعية متفردة فى الايمان بالقضية فى حياة الانسان وفى صناعة الاوطان والرجال فهى تجربة مضيئة فى حياة رجل صنع فترة زاهية فى بقعة عزيزة على العرب صنعت ملحمة الثورة والشهادة فى تاريخ الانسان العربى الحديث كما صنعت أعظم ثورة انسانية فى القرن العشرين. كما يتعرض الكتاب الى تلك العلاقة العميقة ذات الخصوصية المتميزة التى جمعت بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة والرئيس الراحل هوارى بومدين تلك العلاقة التى صنعتها تحديات الزعيمين داخل بلديهما ورسم معالم صورة مشرقة للموقف العربى فى سياق السياسات الدولية التى كانت تحكم العالم حينذاك. ويؤكد الكتاب ان الرئيس بومدين يكن كل التقدير والاحترام لصاحب السمو الشيخ زايد ويثمن وقوفه الصادق الى جانب الحق العربى فقد ذكر أمام قمة المؤتمر الاسلامى فى لاهور عام 1974 مستشهدا بموقف دولة الامارات المشرف أبان حرب أكتوبر 1973 بأن دولة الامارات العربية المتحدة وهى بلد صغير قطعت البترول عن الولايات المتحدة الامريكية واتخذت قرار الحظر ضد أكبر دولة فى العالم. وأضاف أن دولة الامارات اتخذت القرار وليس لديها الاساطيل البحرية أو الطائرات أو الجيوش الضخمة وكان حافزها الوحيد هو الدفاع عن قضايانا الوطنية والمقدسة وايمانها بهذه القضايا. ويضيف الكتاب ان اكبار الرئيس بومدين لشجاعة صاحب السمو رئيس الدولة ولحكمته فى سياسته الخارجية والداخلية يعكس الى حد بعيد التطلعات المشتركة بين الزعيمين على مستوى بناء دولتيهما أو على مستوى تحركهما الدولى لمناصرة القضايا العربية والقضايا العادلة للدول النامية فى تلك الفترة من تاريخنا المعاصر. ويؤكد الاصدار أنه وأمام ذلك الزخم والتراكم الذى ميز حياة الراحل هوارى بومدين فأنه من الصعوبة بمكان تلخيص حياة قائد فى مستوى القيمة الاخلاقية والروحية والانسانية لبومدين لانه وبكل بساطة مع بومدين فقط حدثت تلك المفارقة التاريخية النادرة رجل جاءت به الظروف العصيبة الى سدة الحكم وحملته الجماهير على أكتافها الى القبر ومع بومدين وحده قال ذلك القائد الافريقى الثائر أذا كانت مكة هى قبلة المسلمين وروما هى قبلة المسيحيين فالجزائر هى قبلة الثوار الافارقة. ويشير الكتاب الى أن بومدين ظل مقاتلا فى كل مراحل حياته فالمعركة الاولى كانت ضد مستعمر استغل الوطن والمواطن وحارب الهوية والانتماء وهى معركة انتهت فى حياة بومدين لتفتح الباب واسعا أمام معركة أخرى أعقد وأعنف وأقوى ألا وهى معركة بناء الانسان والوطن تحمل الرجل كامل تكاليفها الباهظة من روحه وأعصابه بصورة تدعو للانبهار الى الحد الذى كان معه يعمل وبانتظام مدة 13 سنة كاملة لمدة 18 ساعة يوميا يستهلك خلالها لترين من القهوة ويدخن 60 سيجارة ويقرأ ما يزيد على 600 صفحة هذا هو بومدين رجل ظل غذاؤه اليومى كسرة جزائرية وحليب مزرعة أمه الفلاحة الجزائرية البسيطة الذى يصله يوميا من أحدى قرى الشرق الجزائرى. وعندما يعود كتاب مركز زايد الى البحث فى انجازات الرئيس الراحل هوارى بومدين يقول فى تجربة بومدين السياسية تحققت تلك المعادلة الاسطورية فى تاريخ بلد مستقل فتوجه الرجل رأسا الى الفلاحين الذين شكلوا عمق الثورة وروحها وهو ابنهم وواحد منهم فوضع خطة اجتماعية شاملة للاستفادة الشاملة أيضا من الثروة الوطنية فى بلد يعد من أغنى بلدان العامل بثروات الارض والانسان فيه وتعددت صورة العدالة الاجتماعية من مجانية واجبارية فى التعليم الى مجانية فى العلاج الى تكفل كامل من الدولة بحياة المواطن من المهد الى اللحد. ويقف كتاب بومدين عند لحظة التحول التاريخية الكبرى فى رحلة الجزائر الحديثة بقوله لقد مضى هوارى بومدين الى جوار ربه هادئا وصامتا تاركا وراءه حرقة وغصة كبيرة فى قلوب أبناء شعب لم يتعود أن يعطى تقديره وحبه للرجال مجانا تماما مثلما ترك وراءه أرضا سقاها رفقاء الكفاح بدماء مليون ونصف المليون من الشهداء ولكنها أرض حتى تكبر كان لها أيضا أن ترتوى بعرق وصدق وتضحيات ملايين الرجال الاخرين فالطبيعة التاريخية للارض فى الجزائر هى أنها مكابرة بالفطرة وشامخة بتضحيات تاريخها الشهيد. ويعد «بومدين رجل التحرير والتعمير» هو الاصدار الذى أراد مركز زايد للتنسيق والمتابعة الاسهام من خلاله فى اضاءة احدى التجارب القيادية البارزة عربيا والتى تشكل علامة فارقة فى حياة الجزائر وطنا وأمة ودولة

ليست هناك تعليقات