واحدة من المعارك التي قادها هواري بومدين ضد الاستعمار الفرنسي
عملية تيزغنيت التي قام بها سي صالح قريش قدور مع فصيلته وعملية سهب اللوزة التي قادها عمرواي عبد القادر المدعو سي نجيب بأمر من هواري بومدين واللتين كانتا ناجحتين حيث غنم المجاهدون فيها أسلحة وعتادا حربيا وكما أسروا بعض الجنود الفرنسيين وبعدها عادت الفرقتين إلى المكان المسمى "بوفايلة" أين كان متواجدا هواري بومدين رفقة لواج محمد المعروف بالرائد فراج (فيما بعد) وفصيلة قريش قويدر المدعو بن علال.
وبعد الاستراحة وتناول العشاء خطب فيهم القائد هواري بومدين الذي كان يعرف آنذاك بالمراقب حيث طلب من المجاهدين عدم الصوم نهار غدٍ – اليوم الثالث من شهر رمضان – لأنه سيكون عليهم التوجه إلى جبل "نوفي" المواجه لعين غرابة من الجهة الجنوبية الغربية ولأن الاستعمار سيلاحقهم حتما نتيجة الخسائر التي لحقت به جراء العمليتين السالفتين الذكر.
عند الساعة الثانية صباحا خرجوا نحو جبل "نوفي" الأشم المغطى بأشجار الفلين.
نوفي هو أعظم وأعلى جبل في بني هديل حيث يمتد من بني سنوس غربا إلى مدينة سبدو شرقا فجبال أولاد نهار جنوبا ووادي تافنة شمالا حيث تمتد على ضفته قرية بوفايلة التي خرجوا منها.
لما لاح الفجر وبزغت الشمس من فوق قمم الجبال رأوا مشهدا لم تكن تعرفه قرية بني هديل من قبل. كل الجبال التي تحيط بها كانت مليئة بالجنود الفرنسيين من "تزاريفت" شمالا إلى "تيزغنيت" غربا حتى سبدو "فمرشيش" جنوبا ماعدا جبل نوفي ثم جاءت الطائرات B26 الأمريكية الصنع وبدأت تقنبل قرية "ودانة" وأحرقت الأكواخ والخيام وشردت السكان من أطفال ونساء ورجال وبعد طائرات B26 جاءت الطائرات العمودية التي كانت تنقل الجنود من تلمسان وسبدو والمعسكرات الأخرى المجاورة وتنزلهم على قمم الجبال حتى يلتحقوا بالجنود الذين سبقوهم ويعززوا قوتهم ثم تدفقوا على القرية فجمعوا سكانها فقبضوا على الرجال وعذبوهم قبل أن يقتل منهم إثنة عشر فردا من بني هديل واثنين جاؤوا بهم من قرية أخرى.
أما بومدين و رفاقه بقوا في جبل نوفي يشاهدون من أعلاه إلى تلك المآسي التي كان يتعرض لها أهالي تلك المنطقة.
فكل القرية تغطت بجيش العدو وشاحناته ودباباته وطائراته، فأحدثت دخانا كبيرا.
ولولا فكرة بومدين لهلكوا جميعا ولما نجوا من أكبر كارثة كادت تحدث في هذه الناحية إبان الثورة المسلحة لأن أغلبية مجاهدي المنطقة وعدد مهم من مسؤولي قادة الثورة كانوا متواجدين بعين المكان.
وبينما كان المجاهدون البواسل ينظرون إلى ما كان يقوم به جنود الاحتلال في أوساط المواطنين المدنيين العزل، وإذا بأحد الحراس يجري نحوهم ليخبرهم عن قدوم الخيالة –السبايس- من ناحية الخميس في اتجاههم ، وبسرعة فائقة افترقت الفصائل الثلاث، فصيلة بن علال إلى الشرق وفصيلتي "صالح" إلى الشمال و"نجيب" إلى الجنوب، وتركوا الخيالة يتغلغلون في وسط الغابة وذلك للتمكن منهم والقضاء عليهم جميعا. وبينما هم هكذا يمشون بدون دراية بما يحاط بهم ويتمخترون ببرانيسهم الحمراء وخيولهم السمينة وفجأة توقف قائدهم الفرنسي وأشار بيده إلى الأرض وقال: انظروا إنها جرة "الفلاقة"، ولم يكد ينتهي من كلامه حتى صوبه أحد المجاهدين وأطلق طلقة نارية مباشرة إلى صدره جعلته في الحين جثة هامدة.
وفي تلك اللحظة المباغتة حاول الخيالة الرجوع إلى الوراء لكنهم لم يقدروا على ذلك لأن المجاهدين حاصروهم من كل جهة. كانت كل الاتجاهات التي سلكوها مسدودة عليهم وقام المجاهدون حينها بإطلاق النار في اتجاههم فما كان عليهم إلا أن يستسلموا إلى أمر الواقع ويسلموا أنفسهم.
تم القبض على 26 من المجموعة التي كانت تتكون من 75 رجلا، والباقي فقد لقوا حتفهم ولم يتمكن من الهروب إلا القليل منهم.
غنمت خلال هذه المعركة المفروضة عليهم كمية هائلة ا من الأسلحة منها 30 بندقية أمريكية "كرابين" ورشاشين من صنع فرنسي ومسدسين وكذلك جهازين للإرسال، أما الخيول فبقيت تائهة بين الجبال وكان عددها عدد الفرسان 75 حصانا.
رغم طلقات النار التي أطلقت أثناء المعركة لم تتوجه نحوهم القوات الفرنسية بما فيها الطائرات إلا طائرة واحدة وكانت عبارة عن طائرة استكشاف حلقت في سماء المنطقة فوق الجبل وعلى مسافة عالية مكتفية بدورة واحدة ثم اختفت. وفي المساء قدمت الطائرات العمودية – موزة – وحملت الجنود الفرنسيين القتلى من فوق الجبال ماعدا جبل نوفي الذي كان متواجدا فيه بومدين و رفاقه .
ركب الآخرون في شاحناتهم ورجعوا إلى معسكراتهم مهزومين خائبين بفشلهم بعدما كانوا قد خسروا ثلاثة معارك في ظرف ثلاثة أيام، أما الخيالة الأسرى فقد طمأنهم "عبد الهادي" موضحا لهم أنهم ليسوا أعداء للمجاهدين بل إخوانا لهم، ودعاهم للانضمام إلى صفوف الثوار فلبوا النداء.
وبعد الاستراحة وتناول العشاء خطب فيهم القائد هواري بومدين الذي كان يعرف آنذاك بالمراقب حيث طلب من المجاهدين عدم الصوم نهار غدٍ – اليوم الثالث من شهر رمضان – لأنه سيكون عليهم التوجه إلى جبل "نوفي" المواجه لعين غرابة من الجهة الجنوبية الغربية ولأن الاستعمار سيلاحقهم حتما نتيجة الخسائر التي لحقت به جراء العمليتين السالفتين الذكر.
عند الساعة الثانية صباحا خرجوا نحو جبل "نوفي" الأشم المغطى بأشجار الفلين.
نوفي هو أعظم وأعلى جبل في بني هديل حيث يمتد من بني سنوس غربا إلى مدينة سبدو شرقا فجبال أولاد نهار جنوبا ووادي تافنة شمالا حيث تمتد على ضفته قرية بوفايلة التي خرجوا منها.
لما لاح الفجر وبزغت الشمس من فوق قمم الجبال رأوا مشهدا لم تكن تعرفه قرية بني هديل من قبل. كل الجبال التي تحيط بها كانت مليئة بالجنود الفرنسيين من "تزاريفت" شمالا إلى "تيزغنيت" غربا حتى سبدو "فمرشيش" جنوبا ماعدا جبل نوفي ثم جاءت الطائرات B26 الأمريكية الصنع وبدأت تقنبل قرية "ودانة" وأحرقت الأكواخ والخيام وشردت السكان من أطفال ونساء ورجال وبعد طائرات B26 جاءت الطائرات العمودية التي كانت تنقل الجنود من تلمسان وسبدو والمعسكرات الأخرى المجاورة وتنزلهم على قمم الجبال حتى يلتحقوا بالجنود الذين سبقوهم ويعززوا قوتهم ثم تدفقوا على القرية فجمعوا سكانها فقبضوا على الرجال وعذبوهم قبل أن يقتل منهم إثنة عشر فردا من بني هديل واثنين جاؤوا بهم من قرية أخرى.
أما بومدين و رفاقه بقوا في جبل نوفي يشاهدون من أعلاه إلى تلك المآسي التي كان يتعرض لها أهالي تلك المنطقة.
فكل القرية تغطت بجيش العدو وشاحناته ودباباته وطائراته، فأحدثت دخانا كبيرا.
ولولا فكرة بومدين لهلكوا جميعا ولما نجوا من أكبر كارثة كادت تحدث في هذه الناحية إبان الثورة المسلحة لأن أغلبية مجاهدي المنطقة وعدد مهم من مسؤولي قادة الثورة كانوا متواجدين بعين المكان.
وبينما كان المجاهدون البواسل ينظرون إلى ما كان يقوم به جنود الاحتلال في أوساط المواطنين المدنيين العزل، وإذا بأحد الحراس يجري نحوهم ليخبرهم عن قدوم الخيالة –السبايس- من ناحية الخميس في اتجاههم ، وبسرعة فائقة افترقت الفصائل الثلاث، فصيلة بن علال إلى الشرق وفصيلتي "صالح" إلى الشمال و"نجيب" إلى الجنوب، وتركوا الخيالة يتغلغلون في وسط الغابة وذلك للتمكن منهم والقضاء عليهم جميعا. وبينما هم هكذا يمشون بدون دراية بما يحاط بهم ويتمخترون ببرانيسهم الحمراء وخيولهم السمينة وفجأة توقف قائدهم الفرنسي وأشار بيده إلى الأرض وقال: انظروا إنها جرة "الفلاقة"، ولم يكد ينتهي من كلامه حتى صوبه أحد المجاهدين وأطلق طلقة نارية مباشرة إلى صدره جعلته في الحين جثة هامدة.
وفي تلك اللحظة المباغتة حاول الخيالة الرجوع إلى الوراء لكنهم لم يقدروا على ذلك لأن المجاهدين حاصروهم من كل جهة. كانت كل الاتجاهات التي سلكوها مسدودة عليهم وقام المجاهدون حينها بإطلاق النار في اتجاههم فما كان عليهم إلا أن يستسلموا إلى أمر الواقع ويسلموا أنفسهم.
تم القبض على 26 من المجموعة التي كانت تتكون من 75 رجلا، والباقي فقد لقوا حتفهم ولم يتمكن من الهروب إلا القليل منهم.
غنمت خلال هذه المعركة المفروضة عليهم كمية هائلة ا من الأسلحة منها 30 بندقية أمريكية "كرابين" ورشاشين من صنع فرنسي ومسدسين وكذلك جهازين للإرسال، أما الخيول فبقيت تائهة بين الجبال وكان عددها عدد الفرسان 75 حصانا.
رغم طلقات النار التي أطلقت أثناء المعركة لم تتوجه نحوهم القوات الفرنسية بما فيها الطائرات إلا طائرة واحدة وكانت عبارة عن طائرة استكشاف حلقت في سماء المنطقة فوق الجبل وعلى مسافة عالية مكتفية بدورة واحدة ثم اختفت. وفي المساء قدمت الطائرات العمودية – موزة – وحملت الجنود الفرنسيين القتلى من فوق الجبال ماعدا جبل نوفي الذي كان متواجدا فيه بومدين و رفاقه .
ركب الآخرون في شاحناتهم ورجعوا إلى معسكراتهم مهزومين خائبين بفشلهم بعدما كانوا قد خسروا ثلاثة معارك في ظرف ثلاثة أيام، أما الخيالة الأسرى فقد طمأنهم "عبد الهادي" موضحا لهم أنهم ليسوا أعداء للمجاهدين بل إخوانا لهم، ودعاهم للانضمام إلى صفوف الثوار فلبوا النداء.
المصدر كتاب " العهد، ذكريات قريش قدور" لمؤلفه السيد قريش محمد ابن المجاهد قريش قدور المدعو صالح رحمة الله عليه
التعليقات على الموضوع