اعلان

فخامة الرئيس: التاريخ رُسوم و ليس “مَرّسُومًا”.. !!

فخامة الرئيس: التاريخ رُسوم و ليس “مَرّسُومًا”.. !!
 بقلم / أسامة وحيد
ترددت كثيرا ، قبل أن أكاتبك  يا فخامة الرئيس، ومكمن ترددي ليس خوفي منك، ولكن ليقين مطلق  أنك لن تقرأني و أن هذه الرسالة ، ستظل مجرد كلام بلا أثر، فنحن، كما تعلم يا فخامة ” الوطن”  و أنت  الوطن و لا وطن سواك، مجرد  أرقام هي أقرب إلى صفر مربع أو مخمس، مادام “الختم” ختمك و الأمر أمرك و غيرك  هباءً..
أتعلم سيدي الرئيس، أن احترامي لتاريخك ، يدفعني لأن أصارحكـ، أني لم انتخبك  أمسا  ولن انتخبك يوما و  لا علاقة للأمر إلا بقناعتي  التي تعني حريتي  في أن أكون مع أو ضد من أشاء، و لكي أزيل بعض من لبس و التباس، فأنا لم انتخبك و يقيني أن صوتي لم و لن يخثر ” الحساء” الجاهز أو “المرقة” كما يقال في بلدتي،
 لم انتخبك  سيدي ،  لأن هذا حقي،الذي لم يوقف قَدَر الأولى والثانية  والرابعة ، كما لن يوقف عهدة “عاشرة ”  إذا ما رغبت في ذلك،  فعُدتك وعتادك ملايين و إرادتك أضحت قدرا محتوما قد لا اختاره أنا، لكني  لا أمتلك القدرة  لا أنا و لا غيري على إيقافه، والسبب بسيط جدا،  فأنت “الوطن” و “الوطنّ  أنت، و قد بايعك زمن غيري، على أنك سيادة الرئيس حيا وميتا،،
فقط، ما يحز في نفسي و  نحن على أعتاب  ضرب دفوف لـ”خامستك”، التي لن يكون صوتي جزءا منها، أنك و أنت من أنت تاريخا، قد نكثت عهدا  قطعته على نفسك ولم يرغمك عليه أحد، و أذكر صورتك وصوتك  حينها ، يا سيادة الرئيس، و  أنت “تزأر” كأسد هصور و تقسم بأغلظ الأيمان و الإيمان، أنك لن ترسم الأمازيغية  كلغة وطنية إلا من خلال ” استفتاء” شعبي، فمبالك  بدسترها،  لكنك  نكثت قسمك  في  رابعة قصمت و”قضمت” ظهر البعير، ليس لأن “الأمازيغية” مرت دون استفتاء ولكن لأن قسم الرئيس، قسم فخامته، سقط في الماء، و  ما أعرفه عنك ، و أنا الذي لم انتخبك يوما و لن أفعل، أنك من أشد الناس تمسكا برأيك فما بالك بقسمك ، فترى أي رياح ضربت قسم الفخامة في الصفر؟ لينوب شخصا،  كطليبة، على شعب في استفتاء كان من المفترض أن يكون المواطن سيد  القرار فيه، فإذا بيد ” طليبة” الضخمة، تنوب عن أربعين مليون بشر ، و تدستر ما تدستر و ترسم ما ترسم وتقرر ما تريد،في “يناير” و في  لغة   لا زالت حروفها، قواعدها ، أرقامها، قيد البحث و التنقيب والتقصي بين مداشرها، فما بالك  بين مناطق الوطن….
سيدي الرئيس، الحضارة، البطولات، التاريخ ، الملاحم،  لا علاقة لهم  بالأوامر والمراسيم  الرئاسية و لكنهم ، رسوم ، كتب ، صحائف ، آثار، شواهد قائمة بحد ذاتها يوثقها قبل  الشجر ، الحجر  و ليس  الإنسان و لو كان “رئيسا”،  فالرئيس، ، و أي رئيس كان، يا فخامته،  يمكنه أن يصنع تاريخه، لكنه لن يستطيع تغيير ما كان من تاريخ،  نحتته  القرون السالفة البزوغ، كما لا  يمكنه  نتيجة رغبة آنية  شطب بعضه  أو تعديله بمبرر أن فخامته يستطيع تغيير  التاريخ ..
سيدي الرئيس،  أنا مجرد صوت واحد، و لا انتمي لأي جهة غير ضفة الوطن ولا أجندة لي غير ما اعتقده حق مُواطنة،  كما   لا أدعي وسط هذا الأنا الذي أخاطبك به،  أني معصوم، فقط ، و لأنك الرئيس، رئيسي حتى و إن لم  أصوت لك، فإني أرفض بكل ما أملك من صوت و حرف وانتماء، أن يكون التاريخ جزءا من لعبة الكرسي و لعبة الخلود فيه،  فتاريخي يا فخامتك، و أقصد طبعا تاريخ الوطن،  لم يبدأ بك و لن ينتهي بك كذلك، لأني ولدت كوطن “مُعظم” من رحم بيان أول نوفمبر ومن أنهار دماء عمقها  من عمق   مليون ونصف مليون شهيد، و إذا كان البعض يعتبرك وطنا   فإني،  أنا اللا شيء، اعتبرك  سيادة الرئيس،، رئيس كل الجزائريين، من انتخبوك و من لن ينتخبوك يوما، فيا فخامة الوطن “لديهم” و يا فخامة الرئيس “لدي”، شخصيا،  أحترم تاريخك  و أُقدر ما فعلت للبلد كتجربة إنسانية فيها من المزايا ما فيها من الاختلال والأخطاء ، لكني بالمقابل أحترم  تاريخ ووجود ووحدة بلدي أكثر من  كل شيء، لذلك  أسألك بما تبقى من “وطن”  مُكرم ، أن  تنقذ  تاريخك وتاريخ البلد  من “راية” موازية أصبحت تنافس راية المليون شهيد ، لم يعد بعض قومنا ، يترددون في رفعها كبديل عن وطن ، أعلم يقينا ، أنك كنت جزءا من ثورته واستقلاله ،و أدري  جازما، أنك لا يمكن أن ترتضي ،أن يسجل في  صحائف تاريخكـ ،  بكونك  تركت بعدك – وسترحل وسنرحل جميعا- وطنا  نافست فيه راية هجينة ، راية وطن، لازالت جماجم شهدائه حبيسة متحف  جلاده القديم؟؟
سيدي الرئيس،  يا فخامتك حيثما كنت وما كان حالك، استحلفك بحق  من عرفت من شهداء أمس تليد ومجيد، أن تعيد لابني، لولدي،  حقه في حماية التاريخ من تاريخ   مفصل على مقاس البعض ،   إذا ما جاملنا “خرافته” لأهداف سياسية أو ظروف إقليمية ،   فإنه سيرهن غد لا يحق لك و لا لكائن من كان  ومهما كان، أن يصادره بحكم أنه، الآمر الناهي، فيا سيادتك، أنت الرئيس و لست الوطن،و إذا كان  اليوم لك وهو تحت يدك،  فأترك الغد  لجيله ، لأهله، لأطفال سيولدون و يقرؤون  ، فلا حق لك  ولا لنا فيما لا نملك، يا فخامة الرئيس..، و آخر الكلام، آخر الرجاء…. السلام على من اتبع بيان نوفمبر فهو الفصل والحكم و “الهُدى” كله.

ليست هناك تعليقات