بـــــــــــين “التزميــــــــــغ” و “التمزيــــــــــــــق” بقلم اسامة وحيد
بـــــــــــين “التزميــــــــــغ” و “التمزيــــــــــــــق”
حتى أكون واضحا:أنا لا أكتب لكي استرضي طرفا أو أنال أوسمة من أي كان، أنا أكتب و قناعتي الثابتة، أن الحقيقة التزام أخلاقي، يرفع صاحبه أمام نفسه ولا يهم إن هوى به أمام الناس.فالرهان ليس في كم أساوي عندكم؟ و لكنه في ماذا أساوي أمام نفسي حين تختلي بي محاسبة ومنه: أيها القارئ و “القارع” للحرب،بعد إتمامك لمقالي هذا، لا يهمني أن تغضب أو تحشرني في أي زاوية تريد، إن طالت أحرفي صنمك فأردته صريعا، فليست مشكلتي إن كًنت قد جَعَلت لخرافتك صنما تُصلي لها دون شمس الحقيقة.وبيني وبين من يثور صارخا: من فعل هذا بآلهتنا ؟ زمن.. سيكشف الزيف من حقيقة أن جزائر الآن لا تعيش فقط أجندة ” مسخ ” و مسح لأي معلم لها، ولكن حرب هوية يراد اقتلاعها ليس فقط من غَدِها القادم ولكن مما سبق من تجذر وامتداد هو كل الهوية الصامدة أمام عوامل التعرية الاستعمارية. وبعبارة واضحة، أنا لا أكتب لك لكي تصفق لي.أنا أكتب لكي أصفعك ولا تهمني ردة فعلك ما دمت أدافع عما أراه الحقيقة ما لم يخذلني الزمن،،،
حتى أكون واضحا:أنا لا أكتب لكي استرضي طرفا أو أنال أوسمة من أي كان، أنا أكتب و قناعتي الثابتة، أن الحقيقة التزام أخلاقي، يرفع صاحبه أمام نفسه ولا يهم إن هوى به أمام الناس.فالرهان ليس في كم أساوي عندكم؟ و لكنه في ماذا أساوي أمام نفسي حين تختلي بي محاسبة ومنه: أيها القارئ و “القارع” للحرب،بعد إتمامك لمقالي هذا، لا يهمني أن تغضب أو تحشرني في أي زاوية تريد، إن طالت أحرفي صنمك فأردته صريعا، فليست مشكلتي إن كًنت قد جَعَلت لخرافتك صنما تُصلي لها دون شمس الحقيقة.وبيني وبين من يثور صارخا: من فعل هذا بآلهتنا ؟ زمن.. سيكشف الزيف من حقيقة أن جزائر الآن لا تعيش فقط أجندة ” مسخ ” و مسح لأي معلم لها، ولكن حرب هوية يراد اقتلاعها ليس فقط من غَدِها القادم ولكن مما سبق من تجذر وامتداد هو كل الهوية الصامدة أمام عوامل التعرية الاستعمارية. وبعبارة واضحة، أنا لا أكتب لك لكي تصفق لي.أنا أكتب لكي أصفعك ولا تهمني ردة فعلك ما دمت أدافع عما أراه الحقيقة ما لم يخذلني الزمن،،،
ولنبدأ من حيث انتهوا و انتهت لعبة “القصر” في “تمزيق” مجتمع ظل متماسكا ليأتي عليه حينا من دهر لعبة السياسة،و يصبح لعبة من ألاعيب القَصّر و ” القاصرين” من محترفي “التخلاط” للبقاء و “البغاء” باسم الكرسي، نبدأ من موجة “التمزيغ” الشامل التي اعتنقها بعضنا و كأنها “دين” جديد، تنافس على اعتناقه المتاجرون بكل شيء، وبدءا من نكبة ” النخبة” إلى مثقفي آخر زمن و صولا إلى الساسة أحزابا و تكتلات وضغائن، فإن لسان النفاق و المزايدة و الخرافة، كان واحدا موحدا، فالكل “تمزغ” فجأة و الجميع اكتشف بعد ستين عاما من الاستقلال ومن تضحيات الرجال أن الجزائر.. جزائر الشهداء وجزائر نوفمبر و جزائر الأمير عبد القادر و المقراني و لالة فاطمة نوسمر والشيخ بوعمامة و مصالي الحاج و بن مهيدي و عميروش و بن بولعيد و فوق هذا وذاك، جزائر طارق بن زياد، كانت بلا هوية، قبل أن يخترعوا لها عام 2018 شيشناق من عرش مصر، ويتم تقديمه في طبق ” يناير” على أنه الجد الأصلي لأرض نعلم يقينا أنها لا تحتاج لمن يستورد لها ” أجدادا” ، ما دامت معروفة الحسب و النسب؟؟ الغريب في خرافة شيشناق أنه لا أحد يعرف والديه ومن أي نطفة نَزل،و في انتظار أن يكتشف سُكارى الخرافة أنه هو “آدم” عليه السلام، ليهربوا من إشكالية البحث عن نسبه و هو الملك الأسطورة الذي من المفترض أن له تاريخا ليس فقط في البطولات و إغراق الفراعنة دون الحاجة إلى عصا يتكئ عليها و يشق بها البحر، ولكن في تحديد هويته و اسم عائلته ووالديه، قلنا في انتظار ذلك، فإن الثابت لديهم، أنه ” جَدُهم” الذي عثروا عليه بين صفحات كتب صفراء، نسيت أن تقول لنا، من أين نزل هذا الملك، و إلى أي قبيلة ينتمي،وكيف له وهو من ملاحم وبطولات وغزوات، ألاّ يذكره التاريخ إلا من خلال ” ششنقة” جزائرية بحته عثرت عليه فجأة بين أدغال التاريخ لتجعل منه لحظة بدء لتاريخ لا شواهد له و لا عليه سوى حكايات العجائز لأحفاد يتجمعون حول حزمة حطب ليستمعوا إلى أساطير عن ملاحم تدفئ أجسادهم الغرة من برودة طقس قاتل..
فلنعترف أيها السادة، أن بلدا متأصلا وضاربا جذوره في أعماق الوجود، لا يحتاج لأن يتشتنشق بحثا عن الخرافة ليجعل منها نسبا. فالأصل كما الأصالة جذور ممتدة و ليست ممددة لكي تنتسب لأول خرافة تصادفها، والهوية ليست اختراعا ولكنه عُمّق تدل عليه معالم و شواهد، فترى من أراد شنق الهوية الراسخة بشنشقتها بوهم قادم من متاحف الفراعنة ليجعل منها لحظة ابتداء لتاريخ لا وجود لها إلا بين مخيلة من يريد أن يقود البلاد إلى ضفة ” الهاوية” ليفقد “هوية” ثابتة باتجاه “هاوية” معروفة العنوان و هي استعمار قديم لم يصدق حتى الآن أن جزائر عميروش وبن مهيدي والأمير عبد القادر و بوعمامة، قد تحررت وقد خرجت من دائرة العجوز فرنسا كمصدر للإلهام و للوجود… لا مشكلة في أن “اللهجة” و ليست اللغة الأمازيغية تراث مشترك بين كل الجزائريين، لكن أن يصل الأمر إلى أنها بديل عن العربية لغة وكيانا، فإن من النفاق أن نتفرج على الوهم لننفخ فيه ولو سبيل المجاملة أنه موجود. فاللهجة الأمازيغية لم تكن لغة يوما،والتاريخ لا يحابي أحدا،و من يَدّعي غير ذلك، فعليه أن يأتي بدليل واحد على أن “شيــــــــــشناق” الملك الأمازيغي العظيم (؟؟)، أو ماسينيسا أو يوغرطة أو غيرهم من “رموز” بربرية، تركوا أثرا و لو يتيما بتلك اللغة، لاسيما أنهم كانوا ملوكا كما يقولون و كانوا ذو سطوة، فكيف لا ينشرونها و لا يكتبون بها اللهم إلا إذا كانوا قد تنكروا للغتهم ،و حكموا باسم لغة الآخرين،و تلك مشكلة تستلزم وتفرض وتجبر من ينتسبون لهم على إعادة محاكمتهم غيابيا،لأنهم خانوا لغة الأجداد؟؟
لم يسأل كائن من كان من مروجي التمزغ،أين دور هؤلاء الملوك من لغتهم
لم يسأل كائن من كان من مروجي التمزغ،أين دور هؤلاء الملوك من لغتهم
و لما لم يتركوا لها أثرا؟ سيقول البعض،، العرب ” الغزاة” هُم من قاموا بمحو الآثار المعرفية لتلك الحضارات، و ستكون الإجابة وماذا عن بلاد السند و الهند و إيران؟ ؟ و كيف لم يتم محو آثار الفراعنة، و آثار الفرس و آثار اليهود أنفسهم من القدس ومن معابدهم وما بال أقباط مصر ظلوا محافظين على هويتهم و طقوسهم و معالم وجودهم في “قاهرة المعز”، والنتيجة، حجة دعاة “التـــــــــــمزغ”، مردودة عليهم، فالعرب حين دخلوا هذه البلاد، لم يجدوا صعوبة في أن يصلوا لقلوب ناسها، ، لأن اللسان كان نفسه و أن الدم لم يكن مختلفا،و الأكثر من ذلك، شمال إفريقيا، يا من نسيتم، كان تحت سلطان ” الروم” و لم يكن للآخر سلطة فيه، لذلك الفتوحات الإسلامية، سميت فتوحات لأنها ألغت استعباد الروم للأرض و الإنسان، ليعود الفاتحون إلى مَكَتهم و دمشقهم و بغدادهم و يتركون “الرسالة” في بيتها و بين ذويها و أهلها الأشاوس ، الذين حملوها بحرا للأندلس، ليبلغوا نورها إلى بلاد الظلام..؟؟
أتعلمون أن أكبر إهانة أن يعتبر حمقى القوم الفتوحات الإسلامية، غزوا، و السبب بسيط جدا، كونهم يهينون أرضا، قاومت كل الغزاة، لكنها مع غزو “؟؟” الفتوحات الإسلامية ، فإنهم يقولون دون شعور منهم أن هناك قوما ارتضوا لأنفسهم أن يستعمرهم و يستوطنهم كيان غريب عنهم، لمدة تفوق 15 قرنا و رغم ذلك ، ذلك ظلوا مستسلمين وراضين به على مدار أجيال،بل الأكثر من ذلك،أصبحوا منه وهو منهم، بعد أن صاهروه و اختلطوا به حسبا و نسبا ، فهل هنالك أمة، تصاهر مستعمرها و تخلط دمها بدمه، غير هؤلاء إن كانوا “عاقلين”.؟؟؟ المشكلة، فتنة والأجندة واضحة، فالشعب، الأمة الواحدة، الجسد الواحد، الذي امتزجت دماء رجاله في فاتورة المليون شهيد، و الذي فشلت فرنسا ومعها قرن وثلاثين سنة في الدخول بين عظمه ولحمه، وجدناه في عام 2018 وبعد نصف قرن قرن من استقلاله، يهوى بحثا عن “هوية” في أدغال التاريخ ليقول للعالم إننا قبائل وعروش و لغات متناحرة؟؟ أيدري من خططوا لهذا المسخ و تلك “الخرافات” أن ما عجزت عنه فرنسا ديغول بكل مخططاتها و عتادها و قرنها الاستدماري، نجحوا فيه هُم بكل بساطة، ليفتتوا لحمة وطنية، كان عنوانها الجزائر التي قد يكون لديها كل المشاكل، إلا مشكلة الانتماء..
شكرا لكم،، لقد نجحتم في مسخنا، والأداة لم تكن إلا ” خائن الدار” فالغريب هزمناه و القريب أثخننا من الداخل؟.. و آخر الكلام، القضية ، ظاهرها “تمزيغ” و باطنها ” تمزيق” و مختزلها، “الخرافة”، يسخر منها الجيل الذي عايشها، و يُدرسها الجيل الذي يليه، ثم يحارب لأجلها الجيل الذي يليهما وذلك على أساس أنها حق مستلب،، فلنوقف “الخرافة” هنا ونكاشفها بأنها “خرافة” وكفى.
– أسامة وحيد
التعليقات على الموضوع