قصة الزعيم هواري بومدين مع الراعي الذي جعله يرعى ابقاره
أحيانا تفرض حكاية ان تقف لبطلها اجلالا حين يكون صا حبها في مستوى التاريخ .
ذات يوم في ربيع سنة 1972 انطلقت سيارة من العاصمة كان على متنها شخصية هامة برفقة سائقها الشخصي وأثناء الطريق تعمد السائق رغم محاولة مرافقه ان ينزع التكلفة عن ويقربه منه، تعمد ذلك السائق ان يظل صامتا منتبها ومحافظا على المسافة التي وضعها الزمن بينه وبين ذلك الرجل الجالس بجواره ..،السائق كان يعلم من هذا الذي الجالس بجواره ويعرف ان التواضع لا يلغي مكانات ولا مقامات الرجل ، مرافق السائق الذي كانت نظرة منه تكفي بان يتجمد الدم في عروق الرجال أقوى الرجال ،تفهم سائقه ربماخوفا واكتفى بالاستغراق في افكاره المتعددة،وفي رحلته التي لم تكن مبرمجة ولم يكن لها من مبرمج الا شوقه لصديق من نوع خاص ..خالص ..
كثيرا ماكان يستدعيه الى مكتبه كلما اراد الخروج من يومياته المتعددة بالمعارك والمتاعب .،وكانت الانطلاقة من العاصمة والواجهة إلى العلمة ...وبعد مسار ساعات فوجئ السائق بمرافقة يقول له ": حبس حبس جاب ربي زردة ". ...اتجه السائق مع مرافقه حيث كان هناك راعي بقر والذي ما ان رآهم أبتسم مرحبا ،وما ان ابتدره، الرجل المهم قائلا ":كشما كاين لبن شوية ،ولارايب؟ عمي عمر .. اجاب هذا الأخير كاين غير هو نروح للدار نجيبلكم ،أحرسو لي البقرات،بلاك يروحو للزرع تاع الناس ". أراد السائق ان يقاطع الفلاح وينهره ويكشف له من يخاطبه،لكن مرافقه رمقه بنظرة حادة ان أصمت .وهو الأمر الذي كان ليقوم هو وسائقه برعي أبقار الفلاح الى حين عودته باناء كبير من اللبن.سلمه للرجل الغريب الذي جلس على ركبتيه،وراح يشرب منه قبل ان يمرره لساىقه،في هذه اللحظة وبعد ان مسح الرجل الغريب موسطاشه،سأل الفلاح:" وقيلا ما عرفتناش" ،.اجاب هذا الاخير :"انانعرفكم ولا ما نعرفكم،تاكلوا تشربو،تباتوا ضياف ربي ، بصح حسب اللبسة والطوموبيل،،وزيد انت بالذات شايفك،من قبل أنتم جايين من العاصمة .
أبتسم فخامة الرجل وقال :"انا الرئيس هواري بومدين .".لحظتها سمع هواري بومدين ارتطام الفلاح بالأرض وهو يردد :" أبا بابا ." وبعد ان أسنده بومدين مهدئا :"ما تخافش "
": كيفاه ما نخافش وانا سرحت الرايس بالبقر ؟
ليهدا من روعه ربت الرئيس على كتفه،قائلا :" كي شربتنا اللبن ما عليش ،اكرمتنا باللبن واكرمناك بالرعي"
يوم تلك الحادثة كان الرئيس ذاهبا إلى زيارة صديقه مسعود زغار في العلمة .
حكاية عمي عمر توارثتها المنطقة لتظل حكاية .. هواري بومدين رجل لا يكرره الزمن....
التعليقات على الموضوع