من قتل قاصدي مرباح بطل المخابرات الجزائرية الذي دوخ الموساد الاسرائيلي ؟؟
تمر اليوم-21 أوت- 24 سنة على اغتيال العقيد عبدالله خالف المعروف باسم قاصدي مرباح، الذي اغتالته أيادي الغدر في 21 أوت من سنة 1995 رفقة ابنه وأخيه وسائقه وحارسه الشخصي.
ذكرى رحيله أو بالأحرى إغتياله الجبان حيث تعود اليوم ذكراه بعد حل جهاز الإستخبارات الذي كان قاصدي مرباح المسؤول الأول سابقًا على هذا الجهاز الهام و الحساس الذي يسهر على أمن البلد و العباد على حد سواء.
و المفارقة الغريبة أنه و منذ أن تم إغتيال قاصدي مرباح،تم بالمقابل إغتيال كل أثر له و كأن الرجل لم يكن و لم يقدم شيئًا للجزائر رغم أنه صاحب تاريخ حافل بالإنجازات و الأمجاد و الوطنية الحقة في محاولة دنيئة لمحو آثار هذا الرجل الفذ الذي خدم بلاده و قدم حياته قربانًا لها.
لم تشر أي معلومات إلى الجهات التي نفذت عملية إغتيال الرجل القوي الأسبق الذي كان على رأس أخطر جهاز في الجزائر قاصدي مرباح. فيما معلومات أخرى تشير إلى تورط جهاز المخابرات الجزائرية “دي أر أس” في عملية إغتيال قاصدي مرباح ،حيث تقول بعض التسريبات أنه في سنة 1993 كان قاصدي مرباح-وهو رئيس سابق لجهاز الـ”SM” في عهد الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ورئيس وزراء سابق (1989)- على خلاف شديد وصريح مع الجنرال الراحل العربي بلخير، و عدد من جنرالات”DAF” وكان يحاول أن يوحد صفوف المعارضة الجزائرية بإجراء الاتصالات مع الديمقراطيين والإسلاميين، والضباط الذين بقوا أوفياء لمبادئ ثورة 1954 وذلك للإطاحة بالجنرالات الذين قاموا بمصادرة السلطة.
فرقة كومندوس تتكون من 12 فردًا هي من قامت بتنفيذ عملية إغتيال قاصدي مرباح و بحسب بعض المصادر فإن” إقامة قاصدي مرباح من 14 إلى 18 أوت 1993 في سويسرا مكنته من الاتصال بمختلف ممثلي المعارضة الجزائرية في المنفى ليضبط معهم مشروعه الذي كان سيتمخض عن القيام بثورة أخرى في الفاتح من نوفمبر 1993.
وفي اليوم الثاني بالذات من عودته إلى الجزائر تم اغتياله في برج البحري -واغتيل معه أخوه عبد العزيز وابنه حكيم، و حارسه عبد العزيز نصري و سائقه الهاشمي،
وقد كانوا يستقلون سيارتين اثنتين- من طرف فرقة كومندوس متكونة من خمسة عشر فردًا.
كانوا ملثمين و مطلعين جيدًا على توقيته، وخط سيره، وإن الطريقة التي تمت بها تصفية رئيس الحكومة السابق تنم عن احترافية القائمين بها الذين اختفوا بكيفية عجيبة بعد ارتكاب الجريمة مباشرة دون أن ينسوا أخذ حقيبة الوثائق التي كانت معه، ولم يأخذوا سلاحه!”.
وأشارت ذات المصادر إلى “إن هذه العملية التي كانت مشفرة تحت اسم “فيروس” قد رويت كل مراحلها بالتفصيل في مقال نشر في 1999 على موقع حركة الضباط الأحرار الجزائريين في الانترنيت والذي أكد أن رجال الكومندوس القتلة كانوا يتبعون لوحدة 192، وكانوا بقيادة اللواء نافد في الجيش شخصيًا و الذي كان آنذاك برتبة عقيد” و لم يتم إجراء أو القيام بأي تحقيق جدي،
وتم نسب جريمة الإغتيال إلى جماعة مولود حطاب-الذي تم القضاء عليه بعد ذلك ببضعة أسابيع، إثر معارك داخلية لتصفية الحسابات بين الفصائل الإسلامية حسب الصحافة الجزائرية- لتبقى عملية إغتياله مبهة أو على الأقل هكذا أوريد لها أن تكون. وفي سبتمبر 1993- وفقًا إلى نفس المصادر- فإن محمد عباس علالو، رئيس حزب الجمعية الشعبية للوحدة والعمل -وهو حزب صغير آنذاك و يقع مقره في حسين داي- قال أن “قاصدي مرباح كان يريد أن يعقد تحالفات مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ و حركة مجتمع السلم-حماس آنذاك-وينوي الذهاب إلى ليبيا في الفاتح من سبتمبر بدعوة من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لحضور احتفالات الذكرى السنوية للثورة الليبية، حيث كان يريد تنسيق العمل مع قادة المعارضة الإسلامية الجزائرية”.
و قد قدم المدعو ” عبد الله قاسي”-و هو ضابط صف في(أ.ع/SM) و تم طرده من الجيش الجزائري سبب مشاركته في مؤامرة (قضية “ڤفصة”) – مساعدة لوجيستية هامة لقاتلي قاصدي مرباح بإيوائهم في إقامته بالقرب من مدينة برج الكيفان مباشرة بعد انتهائهم من المهمة وقد كوفئ عبد الله قاسي على هذا الجميل بمقعد نائب في البرلمان المعين سنة 1994 -المجلس الوطني الانتقالي/CNT-
وبعد الشكوى التي قدمتها ضده أرملة المرحوم قاصدي مرباح على إثر اغتيال زوجها تم اغتيال عبد الله قاسي هو نفسه بطريقة غريبة في منزله يوم 24 أوت 1994.
فمن قتل قاصدي مرباح العلبة السوداء والعقل المدبر للمخابرات الجزائرية سابقًا؟
أشارت مصادر عسكرية جزائرية متطابقة لـــ”الجزائر1″ أن جهاز المخابرات الإسرائيلية “الموساد” قد تكون له اليد الطويلة في عملية إغتيال قاصدي مرباح يوم 21 أوت 1995 و ذلك بسبب أن مرباح و عندما كان مديرًا للأمن العسكري “SM” في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين في سبعينيات القرن الماضي مكّن الجزائر من أن تكون أو دولة عربية و إسلامية و ربما في العالم بأسره من إنشاء قاعدة تنصت و تجسس على إسرائيل و ذلك إنطلاقًا من جنوب لبنان،
و لهذا تم إعتباره كأخطر أعداء إسرائيل و كان المطلوب رقم واحد عالميًا لدى “الموساد” لهذا ربما تكون المخابرات الإسرائيلية وراء عملية إغتيال قاصدي مرباح.
التعليقات على الموضوع